حتى تعلم عدل السلف الصالح عندما علم عمر هذا ماذا فعل لشعبة ؟؟
لم يفعل شيء اليكم القصة
المغيرة يزني.. ولا يجلد:
نذكر هنا النص الذي يتحدث عن زنا المغيرة، ودرء الحد عنه وفقاً لما ذكره ابن خلكان وغيره.. فنقول:
قالوا: إن هذه القضية حدثت في السنة السابعة عشرة للهجرة.
وذلك أن عمر بن الخطاب كان قد رتب المغيرة أميراً على البصرة، وكان يخرج من دار الإمارة نصف النهار، وكان أبو بكرة يلقاه فيقول: أين يذهب الأمير؟!
فيقول: في حاجة.
فيقول: إن الأمير يزار ولا يزور.
[قال]: وكان يذهب إلى امرأة يقال لها: أم جميل بنت عمرو، وزوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث بن وهب الجشمي.
(فبلغ ذلك أهل البصرة، فأعظموه، فوضعوا عليهما الرصد).
ثم روى: أن أبا بكرة بينما هو في غرفته مع إخوته، وهم نافع، وزياد، وشبل بن معبد أولاد سمية فهم إخوة لأم، وكانت أم جميل المذكورة في غرفة أخرى قبالة هذه الغرفة، فضرب الريح باب غرفة أم جميل ففتحه.
(وفي نص آخر: أنهم كشفوا الستر)، ونظر القوم، فإذا هم بالمغيرة مع المرأة على هيئة الجماع.
فقال أبو بكرة: بلية قد ابتليتم بها فانظروا، فنظروا حتى أثبتوا، فنزل أبو بكرة، فجلس حتى خرج عليه المغيرة، فقال له: إنه كان من أمرك ما قد علمت، فاعتزلنا.
(قال:) وذهب المغيرة ليصلي بالناس الظهر، ومضى أبو بكرة.
فقال أبو بكرة: لا والله، لا تصلي بنا وقد فعلت ما فعلت.
فقال الناس: دعوه فليصل فإنه الأمير، واكتبوا بذلك إلى عمر، فكتبوا إليه، فأمرهم أن يقدموا عليه جميعاً: المغيرة والشهود.
فلما قدموا عليه جلس عمر، فدعا بالشهود والمغيرة، فتقدم أبو بكرة فقال له: رأيته بين فخذيها؟!
قال: نعم والله لكأني أنظر إلى تشريم جدري بفخذيها.
فقال له المغيرة: ألطفت النظر؟!
فقال أبو بكرة: لم آل أن أثبت ما يخزيك الله به.
فقال عمر: لا والله حتى تشهد لقد رأيته يلج فيه إيلاج المرود في المكحلة.
فقال: نعم أشهد على ذلك.
فقال: اذهب مغيرة ذهب ربعك.
(قال أبو الفرج: وقيل: إن علياً «عليه السلام» هو قائل هذا القول).
ثم دعا نافعاً فقال له: على م تشهد؟!
قال: على مثل ما شهد أبو بكرة.
قال: لا، حتى تشهد أنه ولج فيها ولوج الميل في المكحلة.
قال: نعم حتى بلغ قذذة.
فقال له عمر: اذهب مغيرة، قد ذهب نصفك.
ثم دعا الثالث فقال له: على من (م) تشهد؟!
فقال: على مثل شهادة صاحبي.
فقال له عمر: اذهب مغيرة فقد ذهب ثلاثة أرباعك.
(فجعل المغيرة يبكي إلى المهاجرين، وبكى إلى امهات المؤمنين حتى بكين معه، كما قال أبو الفرج.
وقال أيضاً: ولم يكن زياد حضر ذلك المجلس، فأمر عمر أن ينحى الشهود الثلاثة، وألا يجالسهم أحد من أهل المدينة، وانتظر قدوم زياد).
ثم كتب إلى زياد، وكان غائباً، وقدم. فلما رآه جلس له في المسجد، واجتمع عنده رؤوس المهاجرين والأنصار، فلما رآه مقبلاً قال: إني أرى رجلاً لا يخزي الله على لسانه رجلاً من المهاجرين، ثم إن عمر رفع رأسه إليه، فقال: ما عندك يا سلح الحبارى؟!
فقيل: إن المغيرة قام إلى زياد، فقال: لا مخبأ لعطر بعد عروس.
فقال له المغيرة: يا زياد، اذكر الله تعالى، واذكر موقف يوم القيامة، فإن الله تعالى، وكتابه ورسوله، وأمير المؤمنين قد حقنوا دمي، إلا أن تتجاوز إلى ما لم تر مما رأيت، فلا يحملنك سوء منظر رأيته، على أن تتجاوز إلى ما لم تر، فوالله لو كنت بين بطني وبطنها ما رأيت أن يسلك ذكري فيها.
قال: فدمعت عينا زياد، واحمر وجهه، وقال: يا أمير المؤمنين، أما إن أحق ما حقق القوم فليس عندي، ولكن رأيت مجلساً، وسمعت نفساً حثيثاً وانتهازاً، ورأيته مستبطنها.
وقيل: قال زياد: رأيته رافعاً رجليها، فرأيت خصيتيه تردد ما بين فخذيها، ورأيت حفزاً شديداً وسمعت نفساً عالياً.
فقال عمر: رأيته يدخله ويولجه كالميل في المكحلة.
فقال: لا.
فقال عمر: الله أكبر، قم يا مغيرة إليهم فاضربهم.
فقام إلى أبي بكرة فضربه ثمانين. وضرب الباقين. وأعجبه قول زياد، ودرأ الحد عن المغيرة.
فقال أبو بكرة بعد أن ضرب: أشهد أن المغيرة فعل كذا وكذا.
فهمَّ عمر أن يضربه حداً ثانياً.
قال له علي بن أبي طالب «عليه السلام»: إن ضربته فارجم صاحبك. فتركه.
واستتاب عمر أبا بكرة، فقال: إنما تستتيبني لتقبل شهادتي.
فقال: أجل.
فقال: لا أشهد بين اثنين ما بقيت في الدنيا.
فلما ضربوا الحد قال المغيرة: الله أكبر، الحمد لله الذي أخزاكم.
فقال عمر: أخزى الله مكاناً رأوك فيه.
(قال:) وذكر عمر بن شبة في كتاب أخبار البصرة: أن أبا بكرة لما جلد أمرت أمه بشاة فذبحت، وجعل جلدها على ظهره.
فكان يقال: ما كان ذاك إلا من ضرب شديد.
(قال:) وحكى عبد الرحمن بن أبي بكرة: ان أباه حلف لا يكلم زياداً ما عاش، فلما مات أبو بكرة كان قد أوصى أن لا يصلي عليه إلا أبو برزة الأسلمي. وكان النبي «صلى الله عليه وآله» آخى بينهما. وبلغ ذلك زياداً، فخرج إلى الكوفة.
وحفظ المغيرة بن شعبة ذلك لزياد، وشكره.
ثم إن أم جميل وافت عمر بن الخطاب بالموسم والمغيرة هناك، فقال له عمر: أتعرف هذه المرأة يا مغيرة؟!
فقال: نعم هذه أم كلثوم بنت على.
فقال عمر: أتتجاهل علي؟! والله، ما أظن أبا بكرة كذب فيما شهد عليك، وما رأيتك إلا خفت أن أرمى بحجارة من السماء.