بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 فبراير 2015

الصحابة تركوا النبي ميت ثلاثة ايام حتى تحلل جسده


يقول ابن الجوزي  فى كتابه المنتظم الجزء الرابع ، سنة احدى عشر ، ذكر وقت موته صلى الله عليه وسلم 
ان النبي مات و تحلل جسده بعد ثلاثة ايام من وفاته  كلمة (  يأسن ) تعني تحلل و كلمة  ( ربا بطنه  )اي انتفخ بطنه و ليس ابن الجوزي فقط من قال هذا بل الكثير من كتب التراث ذكرت هذا و ساضع لكم اسماء الكتب لمن يريد ان يبحث بنفسه فى اخر البوست 

ومن الحوادث اختلاف أصحابه صلى الله عليه وسلم هل مات أو لا فأعلمهم بموته أبو بكر والعباس رضي اللّه عنهما أخبرنا محمد بن أبي طاهر، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيوية، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة، حدَّثنا محمد بن سعد، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، ، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس، قال: لما توفي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بكى الناس بكاءً شديداً ، فقام عمر بن الخطاب في المسجد خطيباً، فقال: لا أسمعن أحداً يقول إن محمداً قد مات، ولكنه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى بن عمران. فلبث عن قومه أربعين ليلة، واللّه إني لأرجو أن يقطع أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات .
وقال عكرمة: ما زال عمر رضي اللهّ عنه يتكلم ويوعد المنافقين حتى أزبد شدقاه، فقال له العباس: إن رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم يأسن كما يأسن البشر، وإنه قد مات، فادفنوا صاحبكم، أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين? هو أكرم على الله من ذلك، فإن كان كما يقولون فليس على اللّه بعزيز أن يبحث عنه التراب فيخرجه إن شاء الله .
أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا ابن المظفر، أخبرنا ابن أعين، قال: أخبرنا الفربري، قال: حدَّثنا البخاري، قال: حدَثنا يحيى بن بكير، قال: حدَثنا الليث، عن عقيل عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة، أن عائشة أخبرته: أن أبا بكر رضي اللّه عنه أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلم الناس أحداَ حتى في دخل على عائشة فتيمم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو مغشى بثوبٍ حِبْرَة، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه فقبله وبكى. ثمِ قال: بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فَقَدْ مِتَهَا.
وحدثني أبو سلمة، عن عبد اللّه بن عباس : أن أبا بكر رضي اللّه عنه خرج وعمر يكلم الناس، فقال: اجلس يا عمر، فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر رضي الله عنه، فقال أبو بكر: "أما بعد، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت، قال الله: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً، وسيجزي اللّه الشاكرين" آل عمران 144 قال: واللّه لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر. فتلقاها منه الناس كلهم ، فما أسمع بشراً إلا يتلوها. وأخبر سعيد بن المسيب : أن عمر بن الخطاب، قال: واللّه ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض، و عرفت حين سمعته تلاها أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قد مات. 
مصدار اخرى 
الطبقات الكبرى لابن سعد ، الجزء الثاني ، باب ذكر كلام الناس حين شكوا في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ، ذكر من اسمه أحمد ، باب أسماء الرجال على حرف الواو

المنتظم لابن الجوزي ، الجزء العاشر ، سنة سبع وتسعين ومائة ، ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري ، ، كتاب أخبار الملة الإسلامية ، باب وفاة الرسول ، فصل ما تكلم به الناس

مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ، ذكر من اسمه أحمد ، أحمد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، باب إعلام الله نبيه بتوفيه

كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للمتقي الهندي ، المجلد السابع ، متفرقات الأحاديث التي تتعلق بوفاته صلى الله عليه وسلم وغسله وتكفينه وصلاة الناس عليه بعد دفنه ووقت الدفن

لسان العرب لابن منظور ، مادة أسن

تاريخ الرسل والملوك للطبري ، الجزء الثالث ، باب ثم دخلت سنة ثمان من الهجرة

السيرة النبوية لابن هشام . المجلد الثاني  صفحة 381

وقعة الحرة


كم مرة سمعت من كهنة الاسلام كلمة القرون المفضلة ؟؟؟ المقصود منها القرون الثلاث بعد وفاة النبي 
عندما يتحدثون عن القرون المفضلة تشعر و انت تسمعهم انها كانت قرون رفاهية و عدل و سلام و سكينة و رحمة  و لكن  الجرائم التى ارتكبت فى القرون المفضلة  بين اصحاب النبي  جرائم ابادة جماعة يندي لها الجبين  لان الصحابة انقلبوا على بعضهم البعض  قبل حتى ان يدفن النبي و تركوه ثلاثة ايام بلا دفن و انشغلوا فى صراعهم على السلطة و لم يدفن النبي الا بعد ان تحلل جسده و كانت حجتهم فى هذا انهم اعتقدوا انه كان فى رحلة اسراء اخرى  هذا الكلام ليس من اختراعي هذا ما ذكرته كتبهم  و اخترت لكم جريمة ارتكبها يزيد بن معاوية فى المسلمين و فى احفاد النبي 
وقعة الحرة هل سمعتم من قبل عنها ؟؟؟ 
((حدثت معركه الحره بين جيش مسلم بن عقبه والثائرين على ظلم يزيد بن معاويه فى منطقه الحره بجوار المدينه المنوره ))

حكم يزيد بن معاويه ثلاثه سنوات وخلال هذه الفتره إرتكب جرائم فى حق المسلمين والاسلام  ففى العام الأول له  قتل الإمام الحسين وأهل بيته واصحابه فى كربلاء وفى العام الثانى له أباح المدينه المنوره لجيش مسلم بن عقبه وقُتل أولاد المهاجرين والأنصار ، وسفكوا الدماء وهتكوا الأعراض وفى العام الثالث له أمر برمى الكعبه المشرفه بالمنجنيق حتى إحترقت استار الكعبه

ووصلت أخبار مايفعله يزيد بالمسلمين إلى المدينه المنوره ، فذهب وفد من أهل المدنه برئاسه عبدالله الأنصارى إلى مقر الحكومه فى بلاد الشام ، وراقبوا عن قرب وبأعينهم مايفعله يزيد بن معاويه من هتك لحرمه المسلمين والإسلام وعاد وفد المدينه ونقلوا لأهل المدينه ماشاهدوه فى الشام وأخذوا يحثون المسلمون على الثوره والتمرد على حكم يزيد وخطب بين المسلمين عبدالله الأنصارى قائلاً «فوالله ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء، إنّه رجل ينكح الأُمّهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة»(1). 

فوصل لـ يزيد أخبار بثوره المدينه التى ستكون ضد حكمه فأرسل جيشاً بقياده مسلم بن عقبه لإخماد الثوره ومعه ثلاثين ألف جندى وأوصاه :_ادعُ القوم ثلاثاً، فإن أجابوك وإلّا فقاتلهم، فإذا أُظهرت عليهم فأبحها ـ أي المدينة المنوّرة ـ ثلاثاً، فما فيها من مال أو رقّة أو سلاح أو طعام فهو للجند  ، وصل الجيش إلى المدينه ودار قتال بين الجيش  الأموى والثوار ، وأستشهد أغلبيه من الثوار ومنهم القائد إبن حنظله ، وطبقاً لأوامر يزيد بن معاويه أمر مسلم بن عقبه جنوده بإستباحه بيوت الناس الآمنين ، وقاموا بقتل الأطفال وترويع الناس وإغتصبوا النساء وقتلوا الشيوخ وأسروا الكثير وأبيد من قريش ومن الأنصار 700 رجلاً وأبيد من الموالى والعرب 10.000 رجل وإمرأه  ، وروى كبار المؤرخين أن جنود مسلم بن عقبه قد إغتصبوا النساء حتى قيل إنه حملت 1000 إمرأه فى تلك الأيام ، وولدت 1000 إمرأه من أهل المدينه من غير زوج وبعد وقعه الحره وهزيمه الثوار ، دعا مسلم بن عقبه إلى بيعه يزيد ليحكم فى دمائهم وأموالهم وأهاليهم ماشاء ومن إمتنع عن ذلك قتلوه  وطلب الأمان ليزيد بن عبد الله بن ربيعة بن الأسود، ولمحمّد بن أبي الجهم بن حذيفة، ولمعقل بن سنان الأشجعي، فأُتي بهم بعد الوقعة بيوم، فقال: بايعوا على الشرط، فقال القرشيان: نبايعك على كتاب الله وسنّة رسوله، فضرب أعناقهما  فقال مروان: سبحان الله! أتقتل رجلين من قريش أُتيا بأمان؟ فطعن بخاصرته بالقضيب، فقال: وأنت والله لو قلت بمقالتهما لقتلتك! وعندما جيء إليه بالإمام زين العابدين(عليه السلام) لم يطلب منه البيعة، بناءً على وصية كان قد أوصاه بها يزيد بن معاوية، الذي يبدو أنّه لم يرد أن يجدّد الوقائع الأليمة، التي ظلّت في أذهان المسلمين عمّا أوقعه بآل البيت في كربلاء من القتل والأسر...


قال ابن كثير في البداية والنهاية:_ «وقد أخطأ يزيد خطأً فاحشاً في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيّام، وهذا خطأ كبير فاحش، مع ما انضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم، وقد تقدّم أنّه قتل الحسين وأصحابه على يدي عبيد الله بن زياد ...
تاريخ الطبري 4/372
الإمامة والسياسة 1/184
الكامل في التاريخ 4/118
مسند أحمد 4/55، المعجم الكبير 7/143

الأحد، 22 فبراير 2015

الصحابة تتهم ابو هريرة بالكذب و بالسرقة


يعتبر ابو هرة انسان مكروه من الصحابة لانه اول صحابي اتهم بالكذب والسرقة

لقد سرق مال الله وحاكمه عمر بن الخطاب وضربه وصادر الاموال منه . 
جاء ذلك في اشهر الكتب التاريخية منها :
في كتاب الطبري 
وكتاب البداية والنهاية لابن كثير 
وفي كتاب عيون الاخبار لابن قتيبة الدينوري 
وفي طبقات ابن سعد 
وفي كتاب فتوح البلدان للبلاذري
وغيرها من الكتب الاخرى التي تحدثت بوضوح عن هذا الامر .

في رواية ابن عبد ربه في كتاب العقد الفريد ج1 ص53 ان عمر قال له : ( استعملتك على البحرين وانت بلا نعلين ثم بلغني انك ابتعت افراسا بالف وستمائه دينار . فمن اين لك هذا ؟ قال : كانت لي افراس تناتجت وعطايا تلاحقت . قال : قد حسبت لك رزقك ومؤنتك وهذا فضل الله فأده . قال : ليس لك ذلك . قال : بلى وساوجع ظهرك . ثم قام اليه وضربه بالدرة حتى ادماه .)

يقول ( الطبري ) في كتابه : في سنة 20 هـ ولاه عمر بن الخطاب ر امارة البحرين لمعرفته السابقة بهذا البلد ،ثم بلغ عمر عنه اشياء تخل بالامانة فعزله وولى مكانه عثمان بن ابي العاص الثقفي . ولما عاد ابو هريرة الى المدينة كان معه اربعمائة الف درهم .... !

اما بخصوص ممارسة الكذب ذكر الذهبي في سير اعلام النبلاء عن يزيد بن هارون قال : (سمعت شعبة يقول : كان ابو هريرة يدلس بالحديث ) ، شعبه بن الحجاج امام الجرح والتعديل .

اتهم ابو هريرة انه كان ينتحل الاحاديث وينسبها الى رسول الله في احاديث كثيرة مثل حديث ( لايدخل الجنة ولد الزنى ) الذي انكرته عائشة ر .

لقد اعترف ابو هرة ان الصحابة يتهمونه بالكذب على النبي ص كما جاء في صحيح مسلم ج14 ص75 : عن مسلم ابن الاعشى عن ابي رزين قال : ( خرج علينا ابو هريرة فضرب بيده على جبهته فقال : الا انكم تحدثون اني اكذب على رسول الله لتهتدوا واضل ، واني اشهد لسمعت رسول الله يقول : ( اذا انقطع شسع احدكم فلا يمش في الاخر حتى يصلحه ) 

يقول ابن سعد في طبقاته : ( ان الحديث عن رسول الله قد فشا منذ وفاة عثمان بن عفان وقد لمع نجم ابي هريرة في عهد معاوية بعد ان مات اكثر الصحابة فافرط في الحديث عن رسول الله . وكانت عائشة تكذبه بعد ان طال العمر بينها وبينه وقالت عنه انه كان مهذارا ) .

جاء في كتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتبة الدينوري ، ان عائشة انكرت على ابو هريرة كثير من الاحاديث وقالت له : ( انك تحدث عن رسول الله باحاديث ماسمعناها منه . فرد عليها ساخرا وقال : انه كان يشغلك عن رسول الله المرآة والمكحلة ، فاجابته عائشة : انما انت الذي شغلك عن رسول الله بطنك والهاك نهمك عنه ، حتى كنت تعدوا وراء الناس في الطرقات تلتمس منهم ان يطعموك من جوعك . فينفرون منك ويهربون ، ثم ينتهي بك الامر الى ان تصرع مغشيا عليك من الجوع امام حجرتي فيحسب الناس انك مجنون فيطأن عنقك بارجلهم ) .

يقول الآمدي في كتاب الاحكام في اصول الاحكام : ( ان الصحابة انكرت على ابي هريرة كثرة رواياته عن رسول الله حتى قالت عائشة انه كان مهذارا في حديث المهراس ) 

يقول الشيخ محمد عبده في تاريخه ج2 ص 176 :( ان معاوية وضع قوما من الصحابة والتابعين على رواية اخبار قبيحة على علي بن ابي طالب تقضي الطعن فيه والبراء منه وجعل لهم على ذلك جعلا ، منهم ابو هريرة ) .

الأربعاء، 11 فبراير 2015

حديثين هم سبب دمار عقول المسلمين


هناك حديثين هم سبب دمار عقول المسلمين من وجهة نظرى البسيطة 
حديث الاول ( تناكحوا تناسلوا تكاثروا فأني مباه بكم الأمم يوم القيامة )
و هذا الحديث جعل الناس تتكاثر بلا اي عقل ( و العيل بيجي برزقه ) الى ان اصبحنا نغوص فى مستنقع الفقر و الجهل و الاجرام و التخلف و الانحطاط لان الدولة لا تستطيع ان تقدم خدمات جيدة لكل هذا الكم من البشر و نحمد الله اننا الى الان نجد الخبز 
الحديث الثاني هو حديث ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )
هذا الحديث جعل كل معتوه مجرم يمارس على الناس الاجرام بكل حرية و كل الجماعات الاجرامية تطبق هذا الحديث فهي تغير المنكر بيديها
و الغريب لا احد يعرف ما هو هذا المنكر 
و على ابسط تقدير تجد ان اي متطرف يعطي لنفسه الحق فى التجسس على الناس و يمارس عليهم كل انواع الضغط لو فعل احد اصدقائه فى العمل شيء لا يعجبه و يعتقد انه منكر ف من الممكن ان يطارد زميلة له لا ترتدي قطعة قماش و لو تم صده و توبيخه يقول لنفسه ان طريق الحق صعب و انه اقرب الى الله اهم شيء انه يمارس الارهاب باي طريقه و الحديث معه لكل من تسول له نفسه و يردعه فقول له النبي امرنا هل تنكر كلام النبي ؟؟؟ 
هذه الايام اجد ان الرد عليه نعم انكر سمعتها كثيرا و اتمنى ان يقولها الجميع بصوت عال حتى نتخلص من هؤلاء الحشرات القذرة التى تنصب نفسها الهة على الارض 
عمر المصري

الخميس، 5 فبراير 2015

نبي كتب التراث كان رئيس عصابة . هل النبي كان يخطف النساء ثم يفرقهم على رجاله ؟؟؟


 حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا إسماعيل بن علية قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل القرية قال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم  فساء صباح المنذرين  قالها ثلاثا قال وخرج القوم إلى أعمالهم فقالوا محمد قال عبد العزيز وقال بعض أصحابنا والخميس يعني الجيش قال فأصبناها عنوة  - ص 146 - فجمع السبي فجاء دحية الكلبي رضي الله عنه فقال يا نبي الله أعطني جارية من السبي قال اذهب فخذ جارية فأخذ صفية بنت حيي فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير لا تصلح إلا لك قال ادعوه بها فجاء بها فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال خذ جارية من السبي غيرها قال فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها فقال له ثابت يا أبا حمزة ما أصدقها قال نفسها أعتقها وتزوجها حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أم سليم فأهدتها له من الليل فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروسا فقال من كان عنده شيء فليجئ به وبسط نطعا فجعل الرجل يجيء بالتمر وجعل الرجل يجيء بالسمن قال وأحسبه قد ذكر السويق قال فحاسوا حيسا فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم 

ثروات الصحابة التي جاءت منذ فتوحات عمر ، ثم تكاثرت بعده



عثمان نفسه مع شدة كرمه وكثرة عطاياه كان له يوم مقتله ثلاثون الف الف درهم وخمسمائة الف درهم ومائة الف دينار ، وقد نهبها الثوار الذين قتلوه ، بالاضافة الي ما قيمته مائتا الف دينار من الاصول .
الزبير ابن العوام : كان لديه 35 الف الف درهم ومائتا الف دينار ، ويقال 51 الف الف درهم او 52 الف الف درهم ، بالاضافة الي مساكن وعقارات وخطط في الفسطاط والاسكندرية والبصرة والكوفة ، كما ترك غابة او بستانا هائلا بيع بـ الف الف وستمائة الف .
عبد الرحمن بن عوف : الذي مات سنة 32 هـ قبيل عثمان ، ترك ذهبا كانوا يقطعونه بالفئوس حتي محلت ايدي الرجال منه .
سعد ابن ابي وقاص : ترك 250 الف درهم ، ابن مسعود : توفي 32 هـ وكان من ضحايا عثمان وقد حرمه عثمان من عطائه سنتين ومع ذلك ترك 90 الف درهم .
طلحة بن عبيد الله : كان في يده خاتم من ذهب فيه ياقوته حمراء ، وكان ايراده من ارضه في العراق الف درهم يوميا او ما بين 400 الي 500 الف درهم سنويا في رواية اخري ، وترك بعد موته الفي الف درهم ومائتي الف درهم ، و مائتي الف دينار ، وترك اصولا وعقارات بثلاثين الف الف درهم .وترك مائة بهار مليئة بالذهب في كل بهار ثلاثة قناطير او اثنين من الارادب ، أي ترك 300 اردبا ذهبا او 200 قنطار ذهبا ( طبقات ابن سعد 3/ 53 ، 76 ، 77، 157 ) ( المسعودي مروج الذهب 1/ 544 : 545[.
عمرو بن العاص : ترك عند موته سبعين بهارا من الذهب ، أي 210 قنطارا او 140 اردبا من الذهب ، واثناء موته عرض هذه الاموال علي اولاده فرفضوا وقالوا : حتي تعطي كل ذي حق حقه ، أي اعتبروها سحتا ، فلما مات عمرو صادر معاوية هذا المال وقال ( نحن نأخذه بما فيه ) أي بما فيه من سحت وظلم ( خطط المقريزي 1/ 140 ، 564 )
ويذكر المسعودي في مروج الذهب ( 1/ 544 ) ان زيد بن ثابت حين مات ترك من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفئوس سوي الاموال والضياع ، ومات يعلي بن امية وخلف خمسمائة الف دينار وديونا علي الناس وعقارات تبلغ 300 الف دينار [.

وهذه مجرد امثلة لأن الثروات الاكبر لم تقترب منها الروايات التاريخية ، مثل ثروات معاوية ومروان بن الحكم لأن ثرواتهم استغلوها في اقامة ملكهم الاموي لتتسع هذه الثروات وتكون بيت المال الذي كان ملكا للخليفة الاموي نفسه .

 الا ان هذه الامثلة تثبت ان ما تم نهبه من اموال وثروات الامم المفتوحة قد تحول الي اطنان من ذهب لدي افراد قلائل ، فمن المنتظر ان تسهم هذه الاموال في اشعال نار الفتنة بين الصحابة الذين كانوا من قبل اصدقاء مناضلين في طريق الحق ، فانتهي بهم الامر الي العداء والاقتتال ، خصوصا وان من بين الصحابة من رفض هذا السحت وذلك الظلم ، وحاول ارجاع الامر الي ما كان عليه في عهد النبي ( ص) ونقصد به الامام علي بن ابي طالب الذي عانى في خلافته الشاقة العسيرة التي استمرت حوالى 5 سنوات ومات قتيلا سنة 40 من الهجرة ، وكانت تركته 700 درهم فقط ويقال 600 ويقال 250 درهما ، وهذا هو الفارق بين علي و بين اصحابه الذين حاربوه دفاعا عما اكتنزوا من الاموال الحرام .
ونعود الي عمر ونعتبره مسئولا عما حدث والذي مازلنا نعاني منه ، وقد دفع الثمن من حياته هو ومن اتي بعده خلال الفتنة الكبري التي انقسم بسببها المسلمون الي شيعة وخوارج وغيرهم ولا يزالون مختلفين ..
ومع ان كلمة ( لو ") ليس لها محل في التاريخ ، الا اننا في احلام اليقظة نفترض انه ( لو ) اكتفي المسلمون بعد النبي بما فعله النبي عليه السلام من ارسال الكتب للحكام المجاورين تدعوهم سلميا للاسلام وتحملهم المسئولية امام الله تعالي ، دون الفتوحات التي حملت اسم الاسلام واستهدفت حطام الدنيا واشاعت سفك الدماء وظلم الاحياء ممن تبقي من ابناء الامم المفتوحة . لو اكتفي المسلمون بذلك لدخل الناس في الاسلام – دين السلام – افواجا ، كما حدث في عهد النبي – ولنتذكر ان الاسلام انتشر بالتجارة في آسيا وافريقيا في العصور الوسطي اكثر من انتشاره بالسيف والعنف والظلم .. بل بالعكس ، ان احتلال العرب المسلمين للبلاد المفتوحة هو الذي اوجد المذهبية والفرقة بين المسلمين العرب وغير العرب ..
ونفترض في احلام اليقظة ] لو ) اخري .. ( لو ) اكتفي عمر بحرب الملوك الجبابرة المستبدين ، وبعد اسقاط عروشهم شمل اهل البلاد بعدله مثلما فعل مع العرب ، وجعل هدف حربه تخليص الشعوب من الظلم واعطاءهم حقوقهم التي كفلها الاسلام من العدل وحرية العقيدة والمساواة بين الجميع .. لو فعل ذلك لتجنب المسلمون وغيرهم فظائع كثيرة ..
نقول ( لو ) مع ان التاريخ لا يعترف بها .. لكنها واحة نلجأ اليها من قسوة تاريخنا العربي الاسلامي المكتوب منه والمسكوت عنه .. والمسكوت عنه افظع .. ولله تعالي الامر من قبل ومن بعد ..

الأربعاء، 4 فبراير 2015

آكل لحم البشر في العصور الاسلامية


يكتب حسن محسن رمضان:" يمارس الفضاء الإنساني العربي والإسلامي بمظاهره المتعددة، من إعلام وفنون ودراما وأدبيات، عمليات تزوير وتزييف متعمدة للوعي الجماعي تدعو للاستغراب والدهشة. فأغلب ما يتم انتاجه في هذا الفضاء المزيف هي عمليات "تجميل" لتاريخ إنساني مضطرب متصارع متناقض، كما يجب أن يكون عليه أي تاريخ إنساني آخر، لتكون النتيجة صورة فوق-إنسانية مثالية مشوهة تشي بزيفها وكذبها. وأسوأ عمليات التزوير والتزييف هذه تتم ضمن الفضاء الديني، وعلى الخصوص في حوادث نشأة الإسلام وتاريخه المبكر وتفاعلات أشخاصه. فما يتم التسويق له دائماً في السياق الدعوي هو حوادث انتقائية ذات محتوى وعظي محدد بحيث يخرج القارئ أو المستمع لهذه الانتقائية المخادعة بأن الآية القرآنية ﴿ونَفسٍ وما سواها. فألهمها فجورها وتقواها) لا تنطبق إطلاقاً على هؤلاء وكأنهم استثناء مِنْ خَلق الله لا محالة. فالسياق الدعائي العام، ولا أقول العلمي النزيه، لهؤلاء دائماً يصر على إبراز “التقوى” ويحاول جاهداً أن يلغي “الفجور” من صفحات التاريخ، وكأنهم يخجلون من تاريخهم. ولهذا السبب بالذات هم ضعفاء فيما يتعلق بماضيهم، ويصرون على أن (نكف عما شجر بين أصحاب رسول الله)، وكل نص يشير إلى صراع إنساني بحت تساقطت فيه وحوله قيم كثيرة (فينبغي طيه وإخفاؤه، بل إعدامه) كما يقول شمس الدين الذهبي، ويهتزون في أعماقهم بشدة عند الإشارة لتلك الصفحات السوداء فيها. ويبدو أن منهجية “تزوير”، أو لنقل تجاوزاً "تجميل"، التاريخ قد امتدت لتشمل حتى التوجهات التي تعتبر نفسها متحررة نوعاً ما من الموروث الانتقائي القديم. فأصبحنا نلاحظ حتى التيارات العلمانية بكافة مشاربها وأنواعها لا تتورع في تحويل الخونة والساديين والدكتاتوريين ومَن سحق شعبه ليلصقهم بالتراب إلى شهداء ووطنيين وأحرار، وحوادث الكوارث الوطنية التي كان السبب فيها فرد متسلط واحد يتم النظر إليها بعيون عوراء تشي بسقم البصر والبصيرة معاً. هو منهج سلفي عام وشامل يشترك فيه الجميع من دون استثاء حتى وإنْ اجتهدوا بإنكار ذلك، يحتاجون فيه إلى سلف (صالح) ذوي تاريخ فوق-إنساني مزيف مزور، لزوم خديعة النفس أولاً، وخديعة الآخر ثانياً. إنها الحاجة المُلحة الكامنة في الوعي العربي لتكوين جماعة (مؤمنة) بدلاً من جماعة (عاقلة). ولا عجب هنا، فكلنا “سلفيون” بصورة أو بأخرى حتى وإن اجتهد بعضنا بإنكار ذلك.

نحن إذن بحاجة إلى أن نلقي الضوء، متعمدين قاصدين، على نصوص “فجور” تاريخنا القديم والمعاصر، وأن نرفض كل محاولات تزييف الوعي التي يقوم بها البعض في محاولة يائسة لأن يتشبثوا بآخر أستار هذه الأوهام التي يسوقون لها. هذا تاريخنا كمجتمع إنساني، بصفحاته البيضاء والسوداء، بفجوره وتقواه، بشرفه وعاره، بطهارته ودنسه، وبإنسانيته وهمجيته الفظة الغليظة. ولا يجب تحت أي ظرف أن نتنكر له. تلك هي أنسانيتنا تتجلى بكل مظاهر تناقضاتها لتقول للجميع بأننا نستحق لقب "إنسان" وبكل بجدارة. فالتنكر للتاريخ هو خطيئة تجعلنا أكثر هشاشة وضعفاً، ولا تجعلنا بالتأكيد أكثر “أخلاقـاً” أو أكثر “تُقـاً”. يجب علينا أن نحتضن الإثنين، الصفحات البيضاء ومعها السوداء، حتى تتجلى ألوان طيف إنسانيتنا كاملة ليراها الجميع من دون خجل أو حاجة لاعتذار. وما ذنبنا نحن في تاريخ أسلافنا أو ما هو فضلنا فيه؟! ومن صفحات تاريخنا السوداء هي حوادث أكل لحوم البشر في المجاعات التي كانت تضرب أرجاء البلاد الإسلامية أو في عمليات التعذيب التي كان يتعرض لها البعض.

هناك من الأخبار أو التراجم في كتب التاريخ الإسلامي ما يفاجؤك فيها إنها تبرز فجأة هكذا أمامك وبدون مقدمات، لتُمسِكَ بكتفيك بعنف وتهزك، ثم تختفي فجأة كما أتت ليعود سياق الكتاب كما كان. ولكنها عندما تختفي تجعلك مشدوهاً مما قرأت، مأخوذاً بعنف المشهد أو متعجباً من غرابة الحَدَث. فهي لا تشفي غليلك بأية تفاصيل إلا ما تبقيك حائراً متسائلاً وكأن الأمر متعمد مقصود. إذ ميزة هذه الأخبار أنها لا تعطيك إجابات، وينقصها دائماً المقدمات، وكأنما غرضها الحقيقي هو أن تمس كيانك أنت بالذات. إلا أن ميزتها الوحيدة هي أنها تثير فيك اهتماماً للمعرفة، إما بظرفها أو بشخوصها أو بجزئية محددة من وقائعها، فكأنها دافع أصيل للبحث والتنقيب. ومن هذه الأخبار ما ورد في ترجمة حسن بن أبي بكر بن مزهر في كتاب (الكواكب السائرة). فقبله كانت ترجمة لرجل طالب علم وكان “يعمل” بالشهادة لدى القضاة، ثم بعد ترجمة ابن مزهر ترجمة لرجل صالح. بين هاتين الترجمتين اللتين لا يميزهما أي شيء إطلاقاً حتى يستحقا أن يَعلقا في ذاكرة قارئهما، في وسطهما تماماً، تأتي ترجمة ابن مزهر ليتغير المشهد بصورة مفاجئة وعنيفة لتتركك مشدوهاً من تفاصيل تعذيبه إلى درجة أنهم جعلوه يأكل لحم جسده، وهذه الترجمة بالذات هي التي أثارت عندي الرغبة لتتبع أخبار أكل لحوم البشر في التاريخ الإسلامي. هذا كل ما جاء في ترجمة ابن مزهر:

“حسن بن أبي بكر بن مزهر: القاضي بدر الدين ابن القاضي زين الدين كاتب الأسرار بالقاهرة. صُودرَ وحُبس، ثم ضُرب بحضرة السلطان الغوري، ثم عُصِرَ، ثم لُف القصب والمشاق على يديه وأُحرقت، ثم عُصر رأسه، ثم أُحمي له الحديد ووُضعَ على ثدييه، وأقطع ثدييه وأُطعِمَ لحمه، واستمر في العذاب إلى أن مات بقلعة مصر. وعُذّبَ عذاباً شديداً رحمه الله تعالى. وكانت وفاته يوم الأربعاء رابع رجب سنة عشر وتسعمائة رحمه الله تعالى”.

تميزت كل الأخبار في أكل لحوم البشر في التاريخ الإسلامي بأنها وقعت في أيام المجاعات التي تكررت في فترات متعددة في البلاد الإسلامية. فالجوع هو الدافع الأصيل لتلك الممارسة التي نجد أصداءها حتى في نصوص العهد القديم المقدسة لدى اليهود والمسيحيين. ففي سفر (الملوك الثاني)، الإصحاح (6: 25-29) نقرأ: (وكان جوع شديد في السامرة (...) ثم قال لها الملكُ ما لكِ. فقالت إن هذه المرأة قد قالت لي هاتي ابنكِ فنأكله اليوم ثم نأكل ابني غداً. فسلقنا ابني وأكلناه، ثم قلت لها في اليوم الآخر هاتي ابنكِ فنأكله، فخبّأت ابنها). بل نجد الإله اليهودي في العهد القديم يهدد بأنه سوف يجعل أعدائه يأكلون لحوم بعضهم البعض بسبب الجوع الناتج عن الحصار أو العقاب الإلهي كما في سفر (إرميا)، الإصحاح (19: 9): (وأُطعمهم لحم بنيهم ولحم بناتهم، فيأكلون كل واحد لحم صاحبه في الحصار والضيق الذي يضايقهم به أعداؤهم وطالبو نفوسهم)، ثم لتتكرر تلك الإشارات في أسفار لاويين (26: 29)، تثنية (28: 53 و 57)، حزقيال (5: 10)، إشعياء (49: 26)، مما يدل قطعاً على انتشار هذه الممارسة عند المجاعات في الأزمنة القديمة التي سبقت ميلاد المسيح عند شعوب المنطقة. أما في العهد الجديد، وضمن الأناجيل الأربعة المعترف بها من الكنيسة، هناك نص على لسان المسيح يجعلنا نقف أمامه متأملين على ضوء الممارسات التي أشرنا لها في العهد القديم. ففي إنجيل (يوحنا)، الإصحاح (6: 53-56)، نقرأ: (فقال لهم يسوع: الحقَّ الحقَّ أقول لكم، إنْ لم تاكلوا جسد ابن الإنسان و تشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي فلهُ حياة أبدية و أنا أُقِيمُهُ في اليوم الأخير. لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ، وأنا فيه). أما ضمن النصوص المقدسة الإسلامية فنجد إشارات لممارسة شرب الدم الإنساني على الرغم من حقيقة تحريمه ضمن النص القرآني. فالبخاري في (التاريخ الكبير) يورد هذا الحديث عن الصحابي سفينة، مولى النبي محمد: (احتجم النبي (ص) ثم قال لي: خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير. أو قال: الناس والدواب. قال: فتغيبت به فشربته. قال: ثم سألني، فأخبرته أني شربته. فضحك). أما البيهقي في (السنن الكبرى) فيورد رواية أخرى عن عبدالله بن الزبير: (احتجم رسول الله (ص) وأعطاني دمه، وقال: اذهب فواره لا يبحث عنه سبع أو كلب أو إنسان. قال: فتنحيت عنه فشربته، ثم أتيت النبي (ص)، فقال: ما صنعت؟ قلت: صنعت الذي أمرتني. قال: ما أراك إلاّ قد شربته. قلت: نعم. قال: ماذا تلقى أمتي منك (...) فيرون [أي أصحاب الحديث] أن القوة التي كانت في ابن الزبير من قوة دم النبي). والعبارة الأخيرة في الحديث المتعلقة بالقوة توحي باعتقاد قديم عند عرب القرن السادس الميلادي بالمقدرة التأثيرية لصاحب الدم على مَنْ يشرب دمه.

إلا أننا ضمن الإطار التاريخي الإسلامي نجد أولى الإشارات إلى جواز أكل لحوم البشر في حال الاضطرار (المجاعة) ضمن الفقه الإسلامي ذاته وإنْ طُرح الموضوع على أنه خلاف بين الفقهاء في التحليل والإباحة. وهنا نستعرض صورة مأخوذة من كتاب " الاقناع في حل ألفاظ بن شجاع" يتم تدريسه في الصف الثالث الثانوي في الازهر ( حتى عام 2014 على الاقل): 


 كتاب الصيد والذبائح وحلية اكل جثة الانسان

وقد أورد القرطبي في تفسيره للآية 173 من سورة البقرة ما يلي:

"إذا وجد المضطرُّ ميتةً وخنزيراً ولحم ابن آدم أكل الميتة، لأنها حلال في حال. والخنزير وابن آدم لا يحلّ بحال. والتحريم المخفَّف أولى أن يُقتحم من التحريم المثقل، كما لو أكره أن يطأ أخته أو أجنبية، وطىء الأجنبية لأنها تحل له بحال. وهذا هو الضابط لهذه الأحكام. ولا يأكل ابن آدم ولو مات، قاله علماؤنا، وبه قال أحمد وداود (...) وقال الشافعي [توفي 204 هـ]: يأكل لحم ٱبن آدم، ولا يجوز له أن يقتل ذمياً لأنه محترم الدم، ولا مسلماً ولا أسيراً لأنه مال الغير. فإن كان حربياً أو زانياً مُحْصناً جاز قتله والأكل منه. وشنّع داود على المُزَني بأن قال: قد أبحت أكل لحوم الأنبياء. فغلب عليه ابن شريح بأن قال: فأنت قد تعرّضت لقتل الأنبياء إذ منعتهم من أكل الكافر. قال ابن العربي: الصحيح عندي ألا يأكل الآدمي إلا إذا تحقّق أن ذلك ينجيه ويحييه، والله أعلم".

توالت بعد الشافعي النصوص التاريخية التي تؤكد ممارسة أكل لحوم البشر في حال المجاعة. فعندما دخل الزنج البصرة سنة 277 هـ بعد هزيمتهم جيش الخليفة العباسي بقيادة سعيد بن صالح، عاثوا فيها قتلاً وتخريباً وأسراً حتى تركوها خراباً يباباً. فأُحرق المسجد الجامع وأحرقت الجسور وأخذت النار (كل ما مرّت به من إنسان وبهيمة وأثاث ومتاع) كما قال المؤرخون. وكان هدفهم إلى جانب المبالغة في التخريب هو الإثخان في القتل، فلم يدعوا فقيراً ولا غنياً، شريفاً ولا وضيعاً، إلا إذا قدروا عليه قتلوه. وأُسرت النساء، فكن يُبعن على النسب بدرهم ودرهمين فقط لا غير، فينادي المنادي منهم على المرأة (هذه ابنة فلان بن فلان). أدى هذا كله إلى استخفاء الناس خوفاً من القتل أو الأسر وأصابتهم المجاعة بسبب ذلك. الخبر أدناه عن إحدى فضائع هذه المجاعة كما رواها ابن أبي حديد المعتزلي:

“واستخفى من سلم من أهل البصرة في آبار الدور، فكانوا يظهرون ليلاً فيطلبون الكلاب فيذبحونها ويأكلونها، والفأر والسنانير [القطط]، فأفنوها حتى لم يقدروا على شيء منها. فصاروا إذا مات الواحد منهم أكلوه. فكان يراعي بعضهم موتَ بعض، ومن قدر على صاحبه قتله وأكله. وذُكر عن امرأة منهم أنها حَضَرت امرأة قد احتُضرت [أي في النزع الأخير قبل الموت]، وعندها أختها وقد احتوشوها [أي أحاطوا بها] ينتظرون أن تموت فيأكلوا لحمها. قالت المرأة: فما ماتت حُسناً حتى ابتدرناها فقطعنا لحمها فأكلناه. ولقد حضرت أختها وهي تبكي ومعها رأس الميت، فقائل لها قائل: ويحك، ما لكِ تبكين؟ فقالت: اجتمع هؤلاء على أختي فما تركوها تموت حسناً حتى قطّعوها، وظلموني فلم يعطوني من لحمها شيئاً إلا الرأس. وإذ هي تبكي شاكية من ظلمهم لها في أختها”.

بعد نهاية الثلث الأول من القرن الرابع الهجري مباشرة أصابت بغداد مجاعة شديدة أورد أخبارها العديد من المؤرخين. الخبر أدناه هو جمع بين روايتي ابن كثير وابن الجوزي:

وفيها [سنة 334 هـ] اشتدَّ الغلاء ببغداد حتى أكل الناس الميتة والكلاب والسنانير [القطط]. وأخذَ بعضهم ومعه صبي قد شواه ليأكله. وأكل الناس خرّوب الشوك فأكثروا منه، وكانوا يسلقون حبّه ويأكلونه، فلحِقَ الناس أمراض وأورام في أحشائهم، وكثُر فيهم الموت حتى عجز الناس عن دفن الموتى، فكانت الكلاب تأكل لحومهم. وانحدر كثير من أهل بغداد إلى البصرة فمات أكثرهم في الطريق، ومن وصل منهم مات بعد مديدة يسيرة. وبيعت الدور والعقار بالخبز. وفي يوم الأربعاء لأربع خلون من شعبان، وُجدت امرأة هاشمية قد سرقت صبياً فشوته في تنور وهو حي، وأكلت بعضه، وأقرّت بذلك، وذكرت أن شدة الجوع حملها على ذلك، فحُبست ثم أخرجت وضُربت عنقها. ووُجدت امرأة أخرى هاشمية أيضاً قد أخذت صبية فشقتها بنصفين، فطبخت النصف سكباجاً [نوع من المرق يُطبخ بالخل] والنصف الآخر بماء وملح، فدخل الديلم فذبحوها. ثم وُجدت ثالثة قد شوت صبياً وأكلت بعضه، فقُتلت. وأكلوا الجيف. وإذا راثت الدواب اجتمع جماعة من الضعفاء على الروث فالتقطوا ما فيه من حب الشعير فأكلوه. وكانت الموتى مطرحين، فربما أكلت الكلاب لحومهم".

أما القاضي المُحسّن التنوخي (توفي 384 هـ) فقد قابل أحد شهود واقعة أكل لحوم البشر في مجاعة بغداد هذه مما يدل على سعة انتشارها. قال القاضي التنوخي في كتابه (نشوار المحاضرة):

"أخبرني أحمد بن إبراهيم الجعفي، أحد شهودي، وكان بقصر ابن هبيرة [قصر كان قد بناه عمر بن هبيرة الفزاري أيام بني أمية بالقرب من جسر سورا على الفرات بالعراق على طريق الكوفة]، وأنا أتقلدها إذ ذاك: إنهُ شاهد في وقت الغلاء الشديد الذي كان ببغداد ونواحيها، في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، امرأة قد شوت ولدها وجلست تأكله. ففطن المسلمون بها، فأخذوها. وبَـقَـيتُ [أي راوي الخبر أحمد الجعفي] معها حتى حملوها إلى السلطان، فقتلها. وقد أخبرني عدد كثير من أهل بغداد أن هذا جرى عندهم في هذا الوقت، وأنهم شاهدوه".

في منتصف القرن الخامس الهجري، وتحت حكم الفاطميين، عانت مصر من مجاعة شديدة أرّخ لها المقريزي في (إغاثة الأمة). ففي فترة حكم المستنصر بالله الفاطمي عرفت مصر أكل لحوم البشر:

"ثم وقع فى أيام المستنصر الغلاء الذى فحش أمره، وشنع ذكره، وكان أمده سبع سنين. وسببه ضعف السلطنة، واختلال أحوال المملكة، واستيلاء الأمراء على الدولة، واتصال الفتن بين العربان، وقصور النيل، وعدم وجود من يزرع ما شمله الري. وكان ابتداء ذلك فى سنة سبع وخمسين وأربعمائة. فنزع السعر، وتزايد الغلاء، وأعقبه الوباء، حتى تعطلت الأراضى من الزراعة. وشمل الخوف، وخيفت السبل براً وبحراً، وتعذر السير الى الأماكن الا بالخفارة الكثيرة وركوب الغــرر [الخطر]. واستولى الجوع لعدم القوت، حتى بيع رغيف خبز فى النداء بزقاق القناديل من الفسطاط كبيع الطرف بخمسة عشر ديناراً، وبيع الأردب [الأردب مكيال يستعمل في الوزن] من القمح بثمانين ديناراً. وأُكلت الكلاب والقطط حتى قلّت الكلاب، فبيع كلب ليؤكل بخمسة دنانير. وتزايد الحال حتى أكل الناس بعضهم بعضاً. وتحرز الناس، فكانت طوائف تجلس بأعلى بيوتها ومعهم سلب وحبال فيها كلاليب، فاذا مر بهم أحد ألقوها عليه ونشلوه فى اسرع وقت، وشرحوا لحمه وأكلوه (...) واحتاج المستنصر حتى باع حلية قبور آبائه. وجاءه الوزير يوماً على بغلته، فأكلتها العامة، فشنق طائفة منهم، فاجتمع عليهم الناس فأكلوهم".

أما جلال الدين السيوطي فقد تولى نقل أخبار مجاعة مصر في نهاية القرن السادس الهجري:

“وفي سنة ست وتسعين [وخمسمائة] توقف النيل بمصر بحيث كسرها ولم يُكمل ثلاثة عشر ذراعاً [يقصد ارتفاع منسوب النهر]. وكان الغلاء المفرط بحيث أكلوا الجيف والآدميين، وفشا أكل بني آدم واشتهر، ورؤيَ من ذلك العجب العجاب، وتعدوا إلى حفر القبور وأكل الموتى، وتمزق أهل مصر كل مُمَزق. وكثر الموت والجوع بحيث كان الماشي لا يقع قدمه أو بصره إلا على ميت أو من هو في السياق. وهلك أهل القرى قاطبة بحيث أن المسافر يمر بالقرية فلا يرى فيها نافخ نار، ويجد البيوت مُفتّحة وأهلها موتى. وقد حكى الذهبي في ذلك حكايات يقشعر الجلد من سماعها. قال: وصارت الطرق مُزرّعة بالموتى، وصارت لحومها للطير والسباع، وبيعت الأحرار والأولاد بالدراهم اليسيرة، واستمر ذلك إلى أثناء سنة ثمان وتسعين [وخمسمائة]“.

وقد أسهب المقريزي في وصف هذه المجاعة المصرية لينقل لنا صورة قاتمة سوداء عن أحوال هذا المجتمع الإسلامي:

"ثم وقع الغلاء فى الدولة الأيوبية، وسلطنة العادل أبى بكر بن أيوب، في سنة ست وتسعين وخمسمائة. وكان سببه توقف النيل عن الزيادة وقصوره عن العادة (...) فتكاثر مجيء الناس من القرى إلى القاهرة من الجوع. ودخل فصل الربيع، فهب هواء، أعقبه وباء وفناء. وعدم القوت حتى أكل الناس صغار بنى آدم من الجوع. فكان الأب يأكل إبنه مشوياً ومطبوخاً، والمرأة تأكل ولدها. فعوقب جماعة بسبب ذلك، ثم فشا الأمر وأعيا الحكام. فكان يوجد بين ثياب الرجل والمرأة كتف صغير أو فخذه أو شيء من لحمه. ويدخل بعضهم إلى جاره فيجد القدر على النار، فينتظرها حتى تتهيأ، فإذا هى لحم طفل. وأكثر ما يوجد ذلك فى أكابر البيوت. ووجدت لحوم الأطفال بالأسواق والطرقات مع الرجال والنساء مختفية. وغُرِّق فى دون شهرين ثلاثون امرأة بسبب ذلك. ثم تزايد الأمر حتى صار غذاء الكثير من الناس لحوم بنى آدم بحيث ألفوه، وقل منعهم منه، لعدم القوت من جميع الحبوب وسائر الخضروات وكل ما تنبته الأرض".

ومحمد الشوكاني في تراجمه لمن بعد القرن السابع نقل لنا خبر مجاعة في منتصف القرن الثامن الهجري شملت رقعة واسعة من الوطن الإسلامي:

"وفي سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة حصل الغلاء المفرط بخراسان والعراق وفارس وأذربيجان وديار بكر حتى جاوز الوصف، وأكل الأب ابنه، والإبن أباه، وبيعت لحوم الآدميين في الأسواق جهراً، ودام ذلك ستة أشهر".

ولم تسلم مكة من حوادث أكل لحوم البشر كما يؤكد ذلك المقريزي:

"[شهر شوال سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة] قدم الخبر أن الغلاء اشتد بمكة، فـعُـدمت بها الأقوات، وأُكِـلَـتْ القطط والكلاب حتى نفدت، فأكلَ بعض الناس الآدميين، وكثُر الخوف منهم، حتى امتنع الكثير من البروز إلى ظاهر مكة خشية أن يُـؤكلوا".