بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 24 مارس 2015

هل سمتعتم من قبل عن رجم القردة الزانية في صحيح البخارى ؟؟؟



حدثنا أبو حامد بن جبلة عن عن عن عن الى عيسى بن حطان قال : دخلت مسجد الكوفة ، فإذا أنا بعمرو بن ميمون الأودي ، جالسا وعنده الناس ، فقال رجل من القوم : حدثنا بأعجب شيء في الجاهلية ،
قال : بينما أنا في حرث لأهل اليمن ، إذ رأيت قرودا قد اجتمعن ، فرأيت قردا أو قردة اضطجعا ، فأدخلت القردة يدها تحت عنق القرد ، ثم اعتنقا ، إذ جاء قرد آخر فغمزها ، فرفعت رأسها فنظرت إليه ، فسلت يدها من تحت رأس القرد ، ثم مضيا غير بعيد فواقعها وأنا أنظر إليه ، ثم رجعت القردة إلى مكانها ، فذهبت لتدخل يدها تحت عنق القرد فانتبه ، فقام إليها فشم دبرها فصرخ ، فاجتمعت إليه القرود ، قال : فجعل يشير إليها وإليه ، قال : فتفرقوا ، فلم ألبث أن جيء بذلك القرد أعرفه بعينه ، قال : فأخذوهما فأتوا بهما موضعا كثير الرمل ، فحفروا لهما حفرة ، ثم رجموهما حتى قتلوهما ، 
قال : فوالله لقد رأيت الرجم قبل أن يبعث الله محمدا (ص)
(صحيح البخاري - المناقب - القسامة في الجاهلية 
- رقم الحديث : ( 3560 )

الأحد، 22 مارس 2015

علي عويس - !!إسلام بحيرى الذي نقض غزلهم

لا أحد يستطيع أن ينكر ما أحدثه برنامج إسلام بحيري من إثارة هوجه من التساؤلات في وجه تراث انفصل عن قيم الإسلام الحق وذهب يصنع دينا موازيا يتفق وهوى شيوخ البوادي ويزعم أنه دين الله الرحمن الرحيم .. برنامج مع إسلام على القاهرة والناس ..كشف جزء يسيرا من المسكوت عنه … وأثار التساؤلات حول جمله من القضايا التي ظل ممنوع الاقتراب منها بحكم تسلط الكهنوت على عقول الناس وسرقتهم لدين الله بدعوى التخصص وتمثيله في الأرض ..


الملفت للنظر … أن برنامج إسلام بحيري الذي أثار هذه الضجة وهو يشير إلى سطور القتل والحرق والسبي بصُلب التراث الذي سرق الدين وأهانه … كانت ترافقه حركه تطبيق مريبة من قبل تنظيم داعش السلفي في العراق والشام وتؤيده تصريحات شيوخ حزب النور التي تدعوا إلى النفور من شركائنا في الوطن وتتبنى أفكار الكراهية وهدم الكنائس وتحريم مجرد التهنئة في سياق اجتماعي يعزز مشاعر التعايش في وطن محاصر بالإرهاب والخصوم…. فما كان الناس يستقبحون سماعه ويستنكرون وروده ويكذبون وجوده وينكرون على إسلام صدق ما يورد من سطور مجنونه تستحل دين الله … كانت داعش تريهم بأعينهم ما تنكر آذانهم… وتطعن تبريرهم عندما تستند داعش نفسها في فيديوهات الحرق والسبي والقتل وهدم البلاد وأكل الأكباد إلى فتاوى الشيخ ابن تيميه – نفس السطور ونفس الكتاب وعلى نفس هوى المرجعية التي اقتحمت عالمنا بالإرهاب ..

لقد كان توفيقا وتوافقا عجيبا … أن يقدم إسلام براهينه من الكتب المشينة وتنفذها داعش بكل حرفيه وبحد السكينة … فأنكروا فعل داعش ليهربوا من حصار الجماهير بينما لم ينكروا سطور الكتاب التي تحولت بيدها إلى سواطير من عذاب .. العجيب أن دعاة السلفيه لم يحاولوا الرد على إسلام … لعدم وجود طرح خاص به … فكل ما لديه أنه أخذهم إلى قراءه علنية لكتب ممنوعة عن العوام وعلى الهواء مباشرة…!!

ولأن دعاة السلفيه لا يملكون حجة الرد … ولأنهم باعوا عقولهم للموتى في قبورهم وسرقوا حاضرنا لصالح ماض بعيد بدعوى إتباع السلف في حين أن الحق هو إتباع الله رسوله كأصل … يتم إليه الاحتكام…!! ذهبوا بعيدا … كعادة الجاهلية التي واجهت أصحاب الرسالات وأصحاب المبادئ وأصحاب الطرح الجديد الذي يريد أن يُفلتها من عقاب واقع يسحبها إلى تيه مريب …!فكما تركت الجاهلية من قبل مناقشه الرسالة وذهبت إلى تشويه الرسول …فعلت السلفيه اليوم نفس الشيء ومثلت نفس الدور…! فتركت ما يقوله إسلام بحيرى وما يبثه على الناس من أهوال في كتبنا تمثلها أمامهم داعش … وذهبت لتزعم أن إسلام بحيرى ذي أصول مسيحيه … وأنه مسيحي وأسلم ليكيد لكتاب الله …..!!فيما إسلام يسعى بكل جهده لتبرئه كتاب الله من نسبه داعش وتراثها السلفي إليه…!

ولأنهم لا يعقلون فقد طعنوا نصف دينهم دون أن يبصرون وحق لمن يسمع طرحهم أن يعيد نفس التساؤل على أسماعهم إذا كان الأصل الديني يشين صاحبه إن كانوا صادقين بزعمهم …!فما بالنا بكعب الأحبار وعبد الله بن سلام الحبر اليهودي الذي هو بفقههم صحابي كبير يترضون عنه أناء الليل وأطراف النهار … لماذا لا ينسحب عليه أصله فيسقطه..؟ وماذا عن أجيال وقبائل التحقت بالإسلام وكانوا عباد نائلة وهبل … بل كانوا سدنه لدين اللات وإساف يقدمون لها المباخر ويطوفون حولها بالذبائح والنذر …. وهم اليوم بعناوين الديانة أصحاب يترضون عليهم حال التعرض لأسمائهم دون القبول بفحص حتى سيرهم …!فلماذا لا ينسحب عليهم نفس الاتهام …وتدرس أحوالهم حتى لا تضرب رسالة الإسلام بحطام من أهواء بعضهم ..؟ ثم ماذا عن البخاري ذي الأصول المجوسية فالرجل جدّه الأكبر بردزبه كان فارسي الأصل ، عاش ومات مجوسيّاً فكيف لم يهينه أصل دين آبائه وجعلوا من كتابه أكثر من نصف الإسلام فيما يسقط زعمهم الكاذب إسلام …!!وكيف لنا بالنظر إلى الكريمة أم المؤمنين ماريه زوج رسول الله وهي قبطية أسلمت … فهل يغمزها دينها القديم كضرتها أم المؤمنين الأخرى صفيه بنت حيي بن أخطب اليهودي الذي مات بحمله الثقيل في مواجهة الرسول وديانته الناشئة ..؟

صبيان السلفية لا يستطيعون الخروج من بين السطور عندما يذهبون إلى تأسيس فرضيات تدين ما بقي بأيديهم من كتب وعقول …!! وقصص وسير وأحاديث يقرأها المتبتلون ..كان عليهم بدلا من الكذب على إسلام مواجهته بتفنيد رسالته التي تدين التراث وتتهمه بإسقاط هذه الأمة عندما تبيع عقلها للشيطان ودينها لمن يكفرون ويفجرون وقد حولوا عالمنا لقطعة من عذاب باسم فتاوى ابن تيميه فيما الأمة على دين الله ورسوله وليس ابن تيميه لها برب أو رسول …!!

لماذا لا يكون الكتاب الكريم هو أصل الاحتكام حال الاختلاف في السنن والتفاسير …؟؟ لماذا دائما تخطفنا أهواء المشايخ وتصنع من أمزجتها دينا الخارج عليه كافر..  والمستقيم على دين الله مرتد ..والمتبع لرحمه الرسول مبتدع … والمناهض لفقه المتون الغليظة التي تدعوا إلى قتل المخالف وحرقه وطبخه .. خارج عن حدود الملة مشوها للكتاب والسنة …؟؟ فمن بربكم الذي صنع ذلك …؟ تساؤلات إسلام البحيري التي نقضت غزلهم… أم هذيانهم الذي ذهب لاتهامه دون مناقشه بيانه ..أفيقوا .. وأعقلوا .. إن كنتم قوما تقرءون في كتاب الله ..

فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .

الاثنين، 9 مارس 2015

رواة الأحاديث النبوية و عدد الأحاديث المنسوبة لهم

رقم( 1 ) ابو بكر الصديق 128 حديث و هو رفيق النبي منذ البداية 
رقم ( 2 ) عمر بن الخطاب 687 حديث لم يصح منهم إلا 60 حديث فقط
رقم ( 3 ) عثمان بن عفان 18 حديث لم يصح منهم الا 9 فقط 
رقم ( 4 ) علي بن ابي طالب و هو ابن عم النبي و لم يفارقه طوال حياته 635 حديث لم يصح منهم الا 63 حديث و ينقل البخاري منهم 20 حديث فقط 
رقم ( 5 ) الزبير ابن عمة النبي 8 فقط 
رقم ( 6 ) عبد الرحمن بن عوف 4 فقط 
رقم ( 7 ) أبي بن كعب 50 حديث نقل البخاري منهم 8 و مسلم 7 
رقم ( 8 ) زيد بن ثابت و هو ابن النبي بالتبني 42 حديث نقل منهم البخاري 8 
رقم ( 9 ) سلمان الفارسي له في البخاري 8 و في مسلم 6 
رقم ( 10 ) عائشة ام المؤمنين عاشت ع النبي تسع سنوات لها 2100 حديث
رقم ( 11 ) عبد الله بن عمر 2100 حديث 
رقم ( 12 ) انس بن مالك 2100 حديث 
رقم ( 13 ) جابر يه 1600 حديث 
رقم ( 14 ) عبد الله بن عباس كان عمره 13 سنة عند وفاة النبي له 1550 حديث 
رقم ( 15 ) ابو هريرة لا احد يعرف اسمه الحقيقي و عاش مع النبي اقل من سنتين اتهمه الصحابة بالسرقة و ضربه عمر و أمره ان لا يروي أحاديث عن النبي له 6878 حديث فى البخاري

السبت، 7 مارس 2015

الوجه الآخر لصلاح الدين الأيوبي


غادة غالب و رضا غُنيم
«هو الناصر الذي حارب الفرنجة، وحرر القدس من أيدي الصليبيين، وأسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز».. هذه هي صورة صلاح الدين الأيوبي، إلا قلة قليلة، ترفض أن تجعله في في هذه المرتبة وتنظر إلى تاريخه نظرة نقدية.

في ذكرى وفاته، التي وافقت 4 مارس 1193، ترصد «المصري لايت» الوجه الآخر لـ«صلاح الدين»، وهو الوجه الذي رسمه عدد من المؤرخين المصريين والعرب.
في عام 1995، صدر عن دار «الجديد اللبنانية» كتاب «صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين» للكاتب حسن الأمين، وهو الكتاب الذي اعتمد فيه على كتاب «الفتح القسي في الفتح القدسي»، للعماد الأصفهاني، أحد المُشاركين في «جماعة الإعلام» الذي كان يصطحبهم «صلاح الدين» في تنقلاته ليُذيعوا على الناس أخباره، وكل ما يخص شؤون الحُكم.

تحت عنوان «مع الناصر العباسي»، يقول «الأمين»، إن «(صلاح الدين) عقب انتصاره في معركة حطين، وتحرير القدس، رفض طلب الخليفة الناصر، بإرسال جيشه، للمشاركة في تحرير فلسطين كاملة، ونشر الرسائل التي بعثها (الناصر) إلى (صلاح الدين)» نقلًا عن كتاب «الأصفهاني».

أما عن سبب رفض «صلاح الدين» الاتحاد مع جيش «الناصر» لتحرير فلسطين، يقول «الأمين»: «صلاح الدين أدرك أنه في حال تحرير فلسطين كاملة، ستصبح ولاية خاضعة للخلافة، وبالتالي سيصبح هو الآخر أحد الولاة التابعين للخليفة».

ويضيف الكاتب: «عقب رفض (صلاح الدين) طلب الخليفة (الناصر)، أرسل له الأخير رسالة شديدة اللهجة، عنفه فيها، فاستشعر (صلاح الدين) خطر الرسالة، وقرر التمرد على الخليفة، ومحاربة جيشه حال إرساله، ومهّد لهذا القرار باستشارة من حوله، لتحمسيهم على قتال جيش الخليفة، أما الخليفة من جانبه، أصر على إرسال جيشه لتحرير فلسطين».
ويتابع «الأمين»: «بدأ «صلاح الدين يُمهد للصلح مع الصليبيين، والتسليم لما يحتلونه من أرض الوطن، لأنه خشى أن يُرسل الخليفة جيوشه إلى فلسطين، ولكي يتفرغ هو لها، فلابد من إنهاء حالة الحرب مع الصليبيين، فأرسل أخوه (العادل) للاتصال بالصليبيين، وفي نفس الوقت كان يُرسل رسائل إلى الخليفة يطمئنه فيها بأنه لم يستسلم للصليبيين».

وذكر «الأصفهاني» في كتابه: «يوم الجمعة 18 شوال، ضرب الملك العادل بقرب اليزك، لأجل ملك الإنجليز ثلاث خيام وأعد فيها كل ما يراد من فاكهة وحلاوة وطعام، وحضر الأخير، وطالت بينهما المحادثات، ودامت المناقشة، ثم افترقا بعد الاتفاق». وانتهت المفاوضات بالاستسلام الكامل للصليبيين، وكان السبب الرئيسي هو أن «صلاح الدين» كان بحاجه لهم لمقاومة جيش الخلافة، إذا أصر «الناصر» على إرساله، حسب «الأصفهاني»
يقول الدكتور حسين مؤنس، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، في هذا الشأن: «تنازل صلاح الدين للصليبيين عن جزء من الساحل يمتد من صور إلى حيفا، رغم أنه كان في حالة عظيمة من الانتصار والقوة والتقدم».

ويضيف: «بعدما علم الخليفة صلح (صلاح الدين) مع الصليبيين، والهدف الحقيقي من ورائه، تراجع عن فكرة إرسال جيشه إلى فلسطين، خوفًا من الدخول في حرب أهلية إسلامية، يتعاون فيها الصليبيون مع المسلمين ضد فريق آخر من المسلمين».

ويقول «الأمين»: «لو تعاون صلاح الدين مع الخليفة الناصر، لتم توحيد البلاد العربية في حكم واحد، يضم ما في حكم صلاح الدين الواصل إلى اليمن، وما في حكم الخلافة العباسية، ومن وراء البلاد العربية، العالم الإسلامي الذي يخضع لسيادة معنوية للخيفة في بغداد، لكن صلاح الدين أضاع كل ذلك ليظل مستقلًا  بما في يده من بلاد».

تورّيث البلاد لأبنائه
بحبسب الكتاب نفسه «صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين»، فإن «صلاح الدين اعتبر أن البلاد التي يحكمها ملكًا له، يملكها كما يملك القرى والمزارع، لذلك قسمها على ورثته».

ونقل الكاتب عن «ابن كثير» طريقة التقسيم، قائلًا: «ذهبت مصر لولده العزيز عماد الدين أبو الفتح، ودمشق وما حولها لولده نور الدين علي، وهو أكبر أولاده، وحلب لولده الظاهر غازي غياث الدين، والكرك والشوبك وبلاد جعبر وبلدان كثيرة قاطع الفرات لأخيه العادل، وحماه لابن أخيه الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر، واليمن بمعاقله لأخيه ظهير الدين سيف الإسلام، وحمص لأسد الدين بن سيركوه بن ناصر الدين بن محمد».

ويقول «ابن كثير»: «شرعت الأمور بعد موت صلاح الدين تضطرب وتختلف في جميع الممالك».

وفي هذا الشأن يقول أيضًا المؤرخ حسين مونس: «قسم صلاح الدين الامبراطورية ممالك بين أولاده وأخوته وأبناء أخويه، كأنها ضيعة يملكها، لا وطنًا عربيًا إسلاميًا ضخمًا يملكه مواطنوه».

ويقول المقريزي أيضًا: «ورثة صلاح الدين استعانوا على بعض بالصليبيين، وأعادوا البلاد إليهم، حتى القدس استردها الصليبيون بسببهم».

هدم الأهرامات
قال الكاتب تقي الدين المقريزي، في كتابه «خطط المقريزي»: «كان هناك عدد كبير من الأهرامات في منطقة الجيزة، هدمها صلاح الدين بأكملها وأخذ حجارتها ليبنى بها قلعته المعروفة باسمه تحت سفح جبل المقطم، والسور المحيط بالقاهرة، ولم يتبق منها سوى أعظمها والمعروفة حاليًا باسم هرم خوفو، وهرم خفرع، وهرم منقرع، وهي التي لم يقو الزمن ولا صلاح الدين على تدميرها».
في الواقعة نفسها، يُشير عبد اللطيف بن يوسف البغدادي في كتابه «الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة بأرض مصر» لى حدث تاريخي فريد في عهد صلاح الدين الأيوبي، وهو من أبشع محاولات هدم الآثار، قائلًا: «هدم قاراقوش وكان وزيرا لصلاح الدين عددًا من الأهرام الصغيرة، وبنى بحجارتها قلعة القاهرة وأسوار عكا والقناطر الخيرية».

وأضاف «البغدادي» في كتابه: «الملك العزيز عثمان بن يوسف، وهو خليفة صلاح الدين حاول هدم الأهرام كلها عام 1193، فبدأ بالهرم الصغير، فأوفد إليه النقابين والحجارين، وجماعة من عظماء دولته وأمراء مملكته، وأمرهم بهدمه ووكلهم بخرابه، فخيموا عندها، وحشروا عليها الرجال ووفروا عليهم النفقات، وأقاموا نحو 8 أشهر بخيلهم يهدمون كل يوم بعد بذل الجهد، واستفراغ الوسع الحجر والحجرين».
وفي السياق نفسه، أجمع عدد كبير من أساتذة التاريخ والآثار على أن «الأيوبي حرق كتب الفاطميين، وتحديدًا مكتبة (دار الحكمة) التي كانت تحوى عشرات الوثائق والمخطوطات الهامة التي كان من شأنها أن تؤرخ بشكل أفضل لتاريخهم، ونجح في محو هذا التاريخ تماما من أذهان المصريين»، جاء ذلك في ندوة عقدتها لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة في ديسمبر 2010، وفقا لصحيفة «اليوم السابع».

وشارك في الندوة، حسبما ذكرت الصحيفة، محمود مرسي، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، وزبيدة عطا الله أستاذة العصور الوسطى بكلية الآداب جامعة حلوان، ومحمود إسماعيل أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب بجامعة عين شمس وأدارها الدكتور حسنين ربيع.

ونقلت الصحيفة عن «إسماعيل» قوله، إن « صلاح الدين الأيوبى أكثر من اضطهد الفاطميين عندما قضى على دولتهم، من أجل دولته الوليدة»، مضيفًا أنه «أحرق أعظم مكتبة أنشأها الفاطميون، وهى مكتبة دار الحكمة التي كانت تضم الكثير من المخطوطات الدالة على فترتهم، وكان من شأن هذه المخطوطات أن تعرفنا أكثر بعصرهم».

وفي كتاب «التطور العمراني لمدينة القاهرة منذ نشأتها وحتى الآن» للدكتور أيمن فؤاد السيد، 1997، ص 34، قال: «صلاح الدين الأيوبي بعد أن استولى على مقاليد الأمور في مصر بعد ذلك بنحو قرن من الزمان، نقل القاهرة عما كانت عليه من الصيانة وجعلها مبتذلة لسكن العامة والجمهور، وحط من مقدار قصور الخلافة وأسكن ذويه وأمراءه في بعضها، وتهدم بعضها الآخر وأزيلت معالمه وتغيرت معاهده، فصارت خططاً وحارات وشوارع ومسالك وأزقة» على حد قول المقريزي.

الاستيلاء على أموال الجامع الأزهر وحرق المكتبات
وأضاف الكتاب: «لم يكتف صلاح الدين فقط بذلك، بل استولى على ما في القصور من خزائن ودواوين وأموال ونفائس، وأباح بيع كل ما وجد في القصور، حتى أنه باع كل ما خرج منها لمدة 10 سنين، كما اقطع أمراءه وخواصه ما كان للفاطميين من دور ورباع».

وتابع: «فقدت القاهرة مكانتها كمركز للحكم وأخذت الأنشطة التجارية والحرفية تتسرب إليها وتنتشر في موضع القصور الفاطمية حول الشارع الأعظم أو قصبة القاهرة. وتحول مركز المدينة القريب من الجامع الأزهر إلى منطقة تجارية».

واستكمل: «وأدت التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها القاهرة في العصر الأيوبي على إعادة تشكيل النسيج العمراني للمدينة، فشهدت هذه المنطقة مولد العديد من المدارس السنية التي بدأت في العصر الأيوبي (السيوفية والكاملية والصالحية) وازدهرت في العصر المماليكي، والعديد من الأسواق النوعية حتى أصبح موضع بين القصرين سوقاً مبتذلاً بعد ما كان ملاذاً مبجلاً»، كما يقول «المقريزي».

وقال «المقريزي» أيضًا في كتابه «خطط المقريزي»: «السلطان صلاح الدين استولى على ما بالجامع الأزهر من فضة قدر ثمنها بـ5 آلاف درهم ثم استولى على كل ما وقعت عليه يداه من فضة في بقية المساجد وبقي المسجد الأزهر معطلا لا تقام فيه صلاة الجمعة مائة عام ولا تلقى فيه دروس العلم من باب أولى حتى أعادها الملك الظاهر بيبرس».
وقال منصور سرحان، مدير إدارة المكتبات العامة في البحرين: «حرق الكتب وتدمير المكتبات يعد من بين أهم الكوارث التي واجهت الحضارة العربية الإسلامية منذ تاريخها الطويل وحتى يومنا هذا، كما أنها سبب رئيسي لتخلف الأمة العربية عن النهضة العلمية وسر ضعفها، وجعلها نهباً للمستعمر الأجنبي»، وفقا لصحيفة «الوسط» البحرينية.

وأضاف «سرحان» في محاضرة ألقاها عام 2007: «عندما تولى صلاح الدين الأيوبي حكم مصر قضى على البقية الباقية من المكتبة وذلك إما بتوزيعها على رجاله وإما بعرضها للبيع بأي ثمن كان.

وأشار إلى أن «القلقشندي» تحدث عن نهاية هذه المكتبة بقوله: «وكانت من أعظم الخزائن، وأكثرها جمعاً للكتب النفيسة من جميع العلوم، ولم تزل على ذلك إلى أن انقرضت دولتهم (أي دولة الخلفاء الفاطميين) بموت العاضد آخر خلفائهم، واستيلاء السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب على المملكة بعدهم، فاشترى القاضي الفاضل أكثر كتب هذه الخزانة، ووقفها بمدرسته الفاضلية بدرب ملوخيا بالقاهرة، فبقيت فيها إلى أن استولت عليها الأيدي فلم يبق منها إلا القليل».

وتابع «سرحان» في محاضرته: «العديد من المصادر التاريخية تؤكد أن صلاح الدين الأيوبي كان سبباً في القضاء على هذه المكتبة، حيث يذكر (المقريزي) أنه في عهد صلاح الدين قضي على خزائن مكتبات الفاطميين وتشتت ما تبقى من كتبها بيعاً على تجار الكتب وعطاء لبعض العلماء والقضاة فضلاً عما أهداه صلاح الدين للمقربين إليه، وحدد لبيع الكتب يومين كل أسبوع واستمر 10 سنوات تولى تجار الكتب والدلالون مهمة البيع تحت إمرة قراقوش».