بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 15 أغسطس 2014

بدل السكوت .. البخاري وإرهاب عمر هاشم


 
تكلم وليته ما فعل . زادنا شكا بشك ، ورد مُصادرًا ومُرهبًا وقاصمًا لكل مَن يفتح فمه . "صحيح مائة فى المائة . كل كلمة فيه يقينية ، وكل نص فى البخارى مُقدس ، ومن يفكر أو يحلل أو يُشكك أو يدرس زنديق وكافر ومرتد ." 
هكذا تكلم الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق ردّا على من انتقد خزعبلات وخرافات وقصص ساذجة ومسيئة للإسلام وردت فى البخارى .
قال الرجل للأهرام قبل أيام أنه درس لمدة 14 عاما صحيح البخارى ويشهد الله أنه صحيح مائة بالمائة، وأنه لا يجوز ولا يمكن التشكيك فيه ؛ لأن الطعن فى أحاديثه هو طعن فى الإسلام . 
ويعنى ذلك أن الرجل ظل 14 عاما يقرأ أحاديث سحر النبى عليه السلام ، وقيام سيدنا موسى بفقء عين ملك الموت ، ورجم القرد الزانى ويقر بصحتها وبصدورها عن النبى الذى بعث خيرا وسلاما ورحمة للعالمين ، ولا شك أن ذلك يعنى أننا نقرأ ولا نفهم ، أو نحفظ ولا نتدبر ، أو نكرر ولا نستوضح ، وأننا نسير خلف السابقين عميًا ، ونثق فى كل ما قالوا دون استخدام أى منهج علمى . 
لا أدرى كيف يتصور الرجل أن تقديس البخارى ورفعه إلى مكانة القرآن الكريم فعل خير للمسلمين ولغير المسلمين ؟ كيف نُقنع غير المسلمين بالإسلام وهناك كم من الخزعبلات والقصص السخيفة تنقل لنا باعتبارها دينًا من خلال ما يعرف بصحيح البخارى ؟ 
لقد كان الإمام البخارى رجلا عظيما لا شك فى ذلك ، واجتهد فى جمع أحاديث النبى عليه السلام بفعل بشرى محض قد يقبل الصواب وقد يقبل الخطأ ، والرجل يشكر على ما فعل ، لكنه لا يُقدس ، ولا يصح أن يصل الأمر إلى تحويل فعله من فعل بشرى إلى فعل إلهى . 
لقد وصل الأمر ببعض الناس أن يحتشدوا ليقرأوا البخارى عند نزول أى مصيبة أو قارعة بهم ظنّا بهم أنهم يردونها بذلك الكتاب الذى لا يمكن لأحد أن يقطع بدرجة صحة ما ورد به منسوبًا للنبى باستثناء أحاديث التواتر التى نقلها جمع عن جمع يستحيل اجتماعهم على الكذب. 
إن مَن يقول أن البخارى صحيح مائة فى المائة يفتئت على الله الذى حفظ لنا القرآن الكريم ، ودعانا للتدبر فى آياته ، وما يقوله عمر هاشم لا يختلف كثيرا عما يقوله المتسلفنون وعبدة الحديث فى شىء . 
ثم مَن الذى قال أن الطعن فى البخارى مقدمة للطعن فى السنة كاملة ، ثم الطعن فى الإسلام . هذا نوع من الإرهاب الفكرى ، يريد الرجل ألا نفكر وألا نتدبر وألا نعرض ما يُنقل لنا على العقل والمنطق ، وهو ما يخالف منهج الإسلام نفسه الذى لام على المشركين عدم التعقل والتفكر والتدبر . 
أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم ولمعشر المدافعين بجهل عن صحيح البخارى . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق