بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 18 أكتوبر 2014

المغيبون والممولون

المغيبون والممولون
بقلم د. وسيم السيسى - السبت ١٨ اكتوبر ٢٠١٤
قتل عبدالرحمن بن ملجم الإمام العظيم على بن أبى طالب، أمسكوا به، بدأوا فى تقطيع أطرافه، وعندما أخرجوا لسانه لقطعه، أجهش فى البكاء، فلما سألوه: قطعنا أطرافك فلم تبك! لماذا تبكى الآن عند قطع لسانك؟ كان الرد الذى توقفت عنده طويلاً: حتى لا أقابل المولى عز وجل ولسانى لا يلهج بذكره!
هذا المجرم يعتقد أنه ذاهب إلى الجنة! فهل إلى هذا الحد يكون غسيل المخ وغياب الوعى!
هو ذا محمد بن أبى بكر ابن الخليفة أبى بكر الصديق، يكون أول الطاعنين لخليفة عظيم ضحى بأمواله من أجل الرسالة المحمدية، ويعتقد أنه على صواب، ويعتلى السلطة معاوية بن أبى سفيان فيأمر بحرق محمد بن أبى بكر انتقاماً لخاله عثمان بن عفان.. مرة ثانية.. هل إلى هذا الحد يغيب الوعى حتى عن الحديث النبوى الشريف: القاتل والمقتول كلاهما فى النار!
هو ذا حسن الصباح مؤسس فرقة الحشاشين، كان يقدم لأتباعه الخمر والنساء والحشيش فى حدائق غناء ويوحى إليهم أنهم فى الجنة، ويعدهم بإرسالهم إليها إذا اغتالوا أعداءه السياسيين، ومن هنا جاءت كلمة assassination.. أى الاغتيال السياسى، كما دخلت كلمة القاتل الحشاش السياسى: assassinator والكلمتان من أصل كلمة الحشيش!
هؤلاء الحشاشون المغيبون، هل إلى هذا الحد، غسل حسن الصباح عقولهم؟!
حقاً ما قاله أمير الشعراء فى الهمزية النبوية: أبوا الخروج إليك من أوهامهم.. والناس فى أوهامهم سجناء!
أين حسن الصباح وفرقته الآن؟ بل أين الخوارج والقرامطة، الذين نزعوا الحجر الأسود! بل أين الجماعات الإرهابية فى العصر الحديث؟
الألوية الحمراء فى إيطاليا، الماينهوف فى ألمانيا، الكوكلاس كلان فى أمريكا؟، كلهم ذهبوا إلى عالم النسيان كما سيذهب داعش والإخوان؟
هؤلاء الممولون المغيبون، ألم يقرءوا خطة الصهيونية المذكورة فى مذكرات بن جوريون؟ قوة إسرائيل ليست فى سلاحها النووى، ولكن فى تفتيت ثلاث دول كبرى حولها مصر- سوريا- العراق، إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر!.. هل وصل بنا الغباء والجهل إلى هذا الحد؟! نحرق بلادنا، ندمر جامعاتنا، نغتال أبناءنا؟!
ماذا تريدون أيها الممولون المغيبون الجهلة حتى بتاريخ بلادكم! هل تريدون مصر كسوريا أو العراق؟ هل تريدون داعش داخل بلادنا؟ هل تريدون خلافة تركية عليكم، وقد كانت أسوأ احتلال عرفته مصر! اقرءوا الجبرتى وماذا قال!
صحيح ما يقال: تهلك الشعوب من قلة المعرفة! ماذا تعرفون عن سايكس بيكو، لويس برنارد، روبرت دريفوس، لعبة الشيطان واستخدام أمريكا والصهيونية العالمية لكم وأنتم كالقطيع لا تحسون بالأخطار التى تحيط ببلادكم!
ماذا ننتظر من قوم يقولون عن وطنهم: حفنة من تراب عفن، طظ فى مصر- غير الخراب والدمار؟.. حسن الصباح فى القرن 11، حسن البنا فى القرن العشرين، الدراسات كلها تقول: ما من جماعة خرجت على القانون فى مصر، إلا وكانت فى قبضة الحاكم ثم إلى زوال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق