لا أحد يستطيع أن ينكر ما أحدثه برنامج إسلام بحيري من إثارة هوجه من التساؤلات في وجه تراث انفصل عن قيم الإسلام الحق وذهب يصنع دينا موازيا يتفق وهوى شيوخ البوادي ويزعم أنه دين الله الرحمن الرحيم .. برنامج مع إسلام على القاهرة والناس ..كشف جزء يسيرا من المسكوت عنه … وأثار التساؤلات حول جمله من القضايا التي ظل ممنوع الاقتراب منها بحكم تسلط الكهنوت على عقول الناس وسرقتهم لدين الله بدعوى التخصص وتمثيله في الأرض ..
الملفت للنظر … أن برنامج إسلام بحيري الذي أثار هذه الضجة وهو يشير إلى سطور القتل والحرق والسبي بصُلب التراث الذي سرق الدين وأهانه … كانت ترافقه حركه تطبيق مريبة من قبل تنظيم داعش السلفي في العراق والشام وتؤيده تصريحات شيوخ حزب النور التي تدعوا إلى النفور من شركائنا في الوطن وتتبنى أفكار الكراهية وهدم الكنائس وتحريم مجرد التهنئة في سياق اجتماعي يعزز مشاعر التعايش في وطن محاصر بالإرهاب والخصوم…. فما كان الناس يستقبحون سماعه ويستنكرون وروده ويكذبون وجوده وينكرون على إسلام صدق ما يورد من سطور مجنونه تستحل دين الله … كانت داعش تريهم بأعينهم ما تنكر آذانهم… وتطعن تبريرهم عندما تستند داعش نفسها في فيديوهات الحرق والسبي والقتل وهدم البلاد وأكل الأكباد إلى فتاوى الشيخ ابن تيميه – نفس السطور ونفس الكتاب وعلى نفس هوى المرجعية التي اقتحمت عالمنا بالإرهاب ..
لقد كان توفيقا وتوافقا عجيبا … أن يقدم إسلام براهينه من الكتب المشينة وتنفذها داعش بكل حرفيه وبحد السكينة … فأنكروا فعل داعش ليهربوا من حصار الجماهير بينما لم ينكروا سطور الكتاب التي تحولت بيدها إلى سواطير من عذاب .. العجيب أن دعاة السلفيه لم يحاولوا الرد على إسلام … لعدم وجود طرح خاص به … فكل ما لديه أنه أخذهم إلى قراءه علنية لكتب ممنوعة عن العوام وعلى الهواء مباشرة…!!
ولأن دعاة السلفيه لا يملكون حجة الرد … ولأنهم باعوا عقولهم للموتى في قبورهم وسرقوا حاضرنا لصالح ماض بعيد بدعوى إتباع السلف في حين أن الحق هو إتباع الله رسوله كأصل … يتم إليه الاحتكام…!! ذهبوا بعيدا … كعادة الجاهلية التي واجهت أصحاب الرسالات وأصحاب المبادئ وأصحاب الطرح الجديد الذي يريد أن يُفلتها من عقاب واقع يسحبها إلى تيه مريب …!فكما تركت الجاهلية من قبل مناقشه الرسالة وذهبت إلى تشويه الرسول …فعلت السلفيه اليوم نفس الشيء ومثلت نفس الدور…! فتركت ما يقوله إسلام بحيرى وما يبثه على الناس من أهوال في كتبنا تمثلها أمامهم داعش … وذهبت لتزعم أن إسلام بحيرى ذي أصول مسيحيه … وأنه مسيحي وأسلم ليكيد لكتاب الله …..!!فيما إسلام يسعى بكل جهده لتبرئه كتاب الله من نسبه داعش وتراثها السلفي إليه…!
ولأنهم لا يعقلون فقد طعنوا نصف دينهم دون أن يبصرون وحق لمن يسمع طرحهم أن يعيد نفس التساؤل على أسماعهم إذا كان الأصل الديني يشين صاحبه إن كانوا صادقين بزعمهم …!فما بالنا بكعب الأحبار وعبد الله بن سلام الحبر اليهودي الذي هو بفقههم صحابي كبير يترضون عنه أناء الليل وأطراف النهار … لماذا لا ينسحب عليه أصله فيسقطه..؟ وماذا عن أجيال وقبائل التحقت بالإسلام وكانوا عباد نائلة وهبل … بل كانوا سدنه لدين اللات وإساف يقدمون لها المباخر ويطوفون حولها بالذبائح والنذر …. وهم اليوم بعناوين الديانة أصحاب يترضون عليهم حال التعرض لأسمائهم دون القبول بفحص حتى سيرهم …!فلماذا لا ينسحب عليهم نفس الاتهام …وتدرس أحوالهم حتى لا تضرب رسالة الإسلام بحطام من أهواء بعضهم ..؟ ثم ماذا عن البخاري ذي الأصول المجوسية فالرجل جدّه الأكبر بردزبه كان فارسي الأصل ، عاش ومات مجوسيّاً فكيف لم يهينه أصل دين آبائه وجعلوا من كتابه أكثر من نصف الإسلام فيما يسقط زعمهم الكاذب إسلام …!!وكيف لنا بالنظر إلى الكريمة أم المؤمنين ماريه زوج رسول الله وهي قبطية أسلمت … فهل يغمزها دينها القديم كضرتها أم المؤمنين الأخرى صفيه بنت حيي بن أخطب اليهودي الذي مات بحمله الثقيل في مواجهة الرسول وديانته الناشئة ..؟
صبيان السلفية لا يستطيعون الخروج من بين السطور عندما يذهبون إلى تأسيس فرضيات تدين ما بقي بأيديهم من كتب وعقول …!! وقصص وسير وأحاديث يقرأها المتبتلون ..كان عليهم بدلا من الكذب على إسلام مواجهته بتفنيد رسالته التي تدين التراث وتتهمه بإسقاط هذه الأمة عندما تبيع عقلها للشيطان ودينها لمن يكفرون ويفجرون وقد حولوا عالمنا لقطعة من عذاب باسم فتاوى ابن تيميه فيما الأمة على دين الله ورسوله وليس ابن تيميه لها برب أو رسول …!!
لماذا لا يكون الكتاب الكريم هو أصل الاحتكام حال الاختلاف في السنن والتفاسير …؟؟ لماذا دائما تخطفنا أهواء المشايخ وتصنع من أمزجتها دينا الخارج عليه كافر.. والمستقيم على دين الله مرتد ..والمتبع لرحمه الرسول مبتدع … والمناهض لفقه المتون الغليظة التي تدعوا إلى قتل المخالف وحرقه وطبخه .. خارج عن حدود الملة مشوها للكتاب والسنة …؟؟ فمن بربكم الذي صنع ذلك …؟ تساؤلات إسلام البحيري التي نقضت غزلهم… أم هذيانهم الذي ذهب لاتهامه دون مناقشه بيانه ..أفيقوا .. وأعقلوا .. إن كنتم قوما تقرءون في كتاب الله ..
فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق